القائمة الرئيسية

الصفحات

الصراع بين الكتاب الاليكتروني ال "pdf" والورقي

 

متى كانت أخر مرة أمسكت فيها الورقة والقلم من أجل كتابة رسالة او لتدوين بعض الملاحظات؟ حسب إحصائيات شركة Docmail  فإن الإجابة كانت “قبل 41 يوماً” كما أن الدراسة كشفت أن 1 من أصل 3 أشخاص لم يستخدموا الورقة والقلم منذ أكثر من 6 أسابيع. الكثير من الناس أصبحوا يستخدموا لوحات المفاتيح لأنها أسهل وأوضح لهم وأقل جهداً من الكتابة، كما أن الكتابة على لوحة المفاتيح إقتصادية من الورق (وصديقة للبيئة). مع إستمرار هذه الظاهرة قد نجد أن الأجيال المستقبلية لن تكون قادرة على الكتابة وجل إعتمادها سيكون على التقنية، ولكن ماذا حدث لو إنطفت الكهرباء. هل سنتوقف عن الكتابة؟ لابد أن يستمر تعليم الكتابة بالطرق القديمة لأنه نوع من المحافظة على الثقافة، ألا تظنون ذلك؟ نفس السؤال سنطرحه رغم اختلاف في الموضوع ,اي موضوع,انه موضوع حول مميزات الكتاب الاليكتروني اي كتب pdf مقارنة بالمكتوب او ما يسمى بالنسخ الورقية . هل هكذا ستنقرض المعرفة !! يا ترى ؟ .
لهذا السبب بالذات قامت الصراعات البالونية: المعركة بين أنصار الكتاب الورقي و أنصار الكتاب الإلكتروني
 و لكي يتبين لنا كم أنها مجرد صراعات مصطنعةٌ يجب علينا أن نضع بعض النقاط علي الحروف أولاً:
  • هدف المثقف الأساسي هو نشر الفكر و الثقافة بين الناس بغض النظر عن الوسيلة التي يستخدمها لذلك.
  • الشروط الوحيدة التي يجب توافرها في وسيلة التثقيف هي:
    • سهولة الاستخدام.
    • سهولة و سرعة الوصول إليها.
    • قلة الأعراض الجانبية من جراء استخدامها.
    • تحقيق بعض الربح المادي للناشر و المؤلف حتي يمكن لهما مواصلة القيام بدورهما.
  •  النشر الورقي يحقق الشروط المذكورة بنجاح، و لكن الكتاب الإلكتروني يحققها بنجاحٍ أكبر؛ و بالمقارنة بينهما سنري أن:
    • الكتاب الإلكتروني لا يحجز أي حيزٍ من الفراغ علي الإطلاق، بينما يأخذ الكتاب الورقي حيزاً يزداد كلما ازداد عدد الكتب الورقية، و بالتالي عند محاولة تكوين مكتبةٍ فسيتضح أن هذا أمرٌ في غاية السهولة في حالة الكتب الإلكترونية و أصعب بمراحل في حالة الكتاب الورقي.
      و كذا في حالة السفر نري أن الكتاب الإلكتروني أسهل في الحمل و في عدد الكتب التي يمكنك اصطحابها معك في أثناء السفر، بينما لا يمكنك أن تحمل إلا أقل القليل من الكتب الورقية التي سترهقك بدنياً و ستكون قليلة العدد جداً في نهاية المطاف.
    • تكلفة كتابة و نشر الكتاب الإلكتروني تكاد تكون صفراً؛ فالبرمجيات التي تلزم لكتابة الكتاب نفسه و تنسيقه يوجد منها الكثير بشكلٍ مجاني، و كذلك فهناك متاجرٌ إلكترونيةٌ متخصصةٌ لبيع الكتب الإلكترونية بمنتهي السهولة و اليسر، و لأن هذه التجارة لا تكاد تُكلف إلا أقل القليل فتكون أسعار الكتب الإلكترونية صغيرةً للغاية ولا تكاد تُذكر مقارنةً بالنسخ الورقية لذات الكتب ! فلو كان سعر كتابٍ إلكترونيٍ معينٍ خمسين دولارٍ مثلاً فسنجد أن سعر نسخته الإلكترونية علي الاغلب ربما لا يزيد علي الدولار الواحد !
    • لكي تشتري كتاباً ورقياً ربما تحتاج إلي السفر إلي مدينةٍ ما لوجود معرضٍ للكتب داخلها، أو لأن المكتبات الوحيدة التي تبيع ذلك الكتاب ليس لها فروعٌ إلا هناك !
      بينما الأمر في غاية السهولة في حالة الكتاب الإلكتروني؛ فبمجرد تصفحك لمواقع بيع الكتب الإلكترونية يمكنك أن تجد ضالتك التي تريدها، بل هذا يسمح لك أيضاً بأن تأخذ وقتاً أكبر للترجيح بين الكتب التي ينافس بعضها البعض (فلم العجلة ما دام الأمر متاحاً طوال الوقت ^_^).
    • بعد شراء الكتاب الإلكتروني سيصل إلي حاسوبك في ثوانٍ (أو دقائق اعتماداً علي سرعة الشبكة عندك، و كذا حجم الكتاب نفسه)، بينما ربما تحتاج إلي أيامٍ حتي يأتيك الكتاب الورقي حتي دارك (لو كان الكتاب لا يُنشر إلا في دولةٍ أخري)، بل ربما لا يمكنك أن تشتريه من الأصل نتيجةً لتكلفته الكبيرة مضافاً إليها تكلفة شحنه إليك !
    • يتساوى كلا الكتابين الورقي و الإلكتروني في نقطة الأعراض الجانبية؛ حيث أن إضعاف النظر فيهما له ذات القدر من القوة.
    • كما قلنا قبلاً أن تكلفة النشر الإلكتروني صغيرةٌ جداً بالمقارنة مع النشر الورقي، لذلك فالمكسب كبيرٌ حتي و إن كان السعر النهائي صغيرٌ جداً.
مما سبق نري أن المعركة مفتعلةٌ بالفعل، و الأمر الوحيد الذي يمكن أن يجعل القارئ ينفر من استخدام الكتاب الإلكتروني هو الاعتياد لا أكثر و لا أقل، و هذا ما يمكن للزمن أن يتغلب عليه و لو ببعض الجهد و الصعوبة (عن تجربةٍ أقول هذا), كما انه يمكن مستقبلا ان تتوفر مصادر طاقة تعمل دون توقف وفي انتظار هدا يجب علينا ان نقتنص جميع الفرص الممكنة لكي نحافظ على المعرفة في اذهاننا فما فائدتها ان كانت حبيسة الكتب .

تعليقات

التنقل السريع